والصلاة مجلبة للرزق، حافظة للصحة، دافعة للأذى، مطردة للأدواء، مقوية للقلب، مبيضة للوجه، مفرحة للنفس، مذهبة للكسل، منشطة للجوارح، ممدة للقوى، شارحة للصدر مغذية للروح، منورة للقلب، حافظة للنعمة، دافعة للنقمة، جالبة للبركة، مبعدة من الشيطان، مقربة من الرحمن. وبالجملة: فلها تأثير عجيب في حفظ صحة البدن والقلب، وقواهما ودفع المواد الرديئة عنهما، وما ابتلي رجلان بعاهة أو داء أو محنة أو بلية إلا كان حظ المصلي منهما أقل، وعاقبته أسلم. وللصلاة تأثير عجيب في دفع شرور الدنيا، ولا سيما إذا أعطيت حقها من التكميل ظاهرا وباطنا، فما استدفعت شرور الدنيا والآخرة، ولا استجلبت مصالحهما بمثل الصلاة، وسر ذلك أن الصلاة صلة بالله عز وجل، وعلى قدر صلة العبد بربه عز وجل تفتح عليه من الخيرات أبوابها، وتقطع عنه من الشرور أسبابها، وتفيض عليه مواد التوفيق من ربه عز وجل، والعافية والصحة، والغنيمة والغنى، والراحة والنعيم، والأفراح والمسرات كلها محضرة لديه، ومسارعة إليه
لَيْسَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ إِلَّا مَا قَضَيْتَ، وَلَا مِنَ الخَيْرِ إِلَّا مَا أَعْطَيْتَ.
بَيْنَ شَتَاتَ الدُّنْيَا وَضِيقِهَا لَيْسَ لَنَا مَلَاذًا سَوَا رَبَّنَا .
يا ولدي.. إنَّك لن تجد كلماتٍ تواسي قلبك في كل عُسرٍ أو كرب، كدعاءِ نبيِّنا الكريم حين قال: «ومِن اليقين ما تهوِّنُ بهِ علينا مصائب الدنيا»، فكلِّ مصيبةٍ دون دينك عافية، وهذهِ الدُّنيا سفر. يا ولدي.. إنَّ اليقين سكنٌ للقلب، وطمأنينةٌ للنفس، وهدوءٌ للبال، وقرَّةٌ للعين، ومستراحٌ للتعب، وارتواءٌ للظمأ، وانحسارٌ للشك، وقد قيل: «لولا اليقين ما سارَ ركبٌ إلى الله، ولا ثبتَ لأحدٍ قدمٌ في السُّلوكِ إلَّا به». -
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ
سبحانك أنتَ الصَّاحِب. أنتَ أنيس من لا أنيس له، ولولا صُحبتك ومَعيَّتُك ضِعنا! كاشف الهَم والبلوى، وإليك تُرفع الشكوى إن كنتَ معنا فمن علينا؟ وإن كنتَ علينا فمن معنا؟ نِعمَ المُجيب ونِعمَ السَّميع، حتى الصغائر التي يحتقرها الناس تعلمها وتُجيبنا فيها لولاك ما ذُقنا شربة ماء، لولاك ما كُفينا لولاك ما طُعِمنا. نِعمَ الربُّ ربُّنا!
كُلّ الضوائق أجورٌ عند الله سُبحانه.
الله يستخدمك بثغرك.. دون انتظار حركةٍ من النّاس وفضلٍ من هذا وذاك، أتقِن رغم كلّ شيء، واستشعر دائمًا أنّك أُمّةٌ في مكانك، مهما صَغُر مكانك، مهما اختفىٰ، مهما كان عاديًّا عند غيرك، هذا الذي بين يديك هو اختيار الله لك، فأحسِن يا فَتىٰ.
قال لي أحدهم في الجلسة: أحب الناس الذين تشكل الصلاة عندهم خطًّا أحمر كلنا نصلي، لكن هناك فرق بين من يؤديها عادة، ومن يجعلها أولوية قبل كل شيء. من يفكر قبل خروجه: هل سأتاح للصلاة؟ ومن يقطع حديثه ليقول : نصلي ونرجع نكمل . ومن يوقف لعبته في منتصف الحماس ليؤديها بخشوع. أولئك الناس يملكون اتزانًا روحيًا نادرًا، فمن كانت صلاته أولوية، كان اتصاله بالحياة أهداً، وروحه أصفى.
يُعاملك اللّٰه بما تُعامِل بِه النَّاس؛ مَن يُسَهِّل علىٰ الناس، يسهّل اللّٰه له أموره، وَ مَن أحسنَ سَيَلقىٰ الإحسان. وَ (اللّٰه في عَونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عَونِ أخيه!) فاللَّهم انفعنا وَ انفع بنا، وَ اجعلنا خيرًا لمن حولنا!.🔻
في الجنة.. لن نفترق، ولن نخاف البُعد، ولا الموت، ولا الظروف ولا السفر، لن نغار ولن ننام ولن نتعب.. في الجنة لا بكاء ولا جروح ولا دموع ولا ألم ولا ابتلاء ستموت هناك خُصيلات الشّيب وهالات العين وإجهاد السهر ودموع الحنين في الجنة سنرى الله ورسوله ﷺ .
يقول ﷺ: (ما نقص مالٌ من صدقةٍ وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه) كل الأعمال تزول إلا الصدقة يبقى ثوابها إلى يوم يبعثون
لا أرى أحبّ لقلب الإنسان من أن يرى أحبابه بخير حال ومُعافيين، وما دون ذلك فهو هين.. ومنها قول زُهير *«الله يحفظ قلبي، والَّذي فيهِ!»*
أنت دائما في نعمة ! فإن كنت في يسر؛ فعليك بالشكر وسيجزي الله الشاكرين وإن كنت في عسر؛ فعليك بالصبر إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
إلهيّ الحَنون الذي لا يُعجزهُ شيء أرجوكَ أن تزرعَ في قلبي طُمأنينة تجعلُ هذا القلق الذي يلتهمني يتلاشى أسألُكَ أن تهدأَ روحيّ و أياماً لا تخلو من السّكينة